الرسالة المائة إلا ثمانية وتسعون
الرِّسَالَة الْمِائَة إلَّا ثَمَانِيَةً وتِسْعُون
أَمَّا بَعْدُ ..
اكْتُب إليكِ..
لَا أَجِدُ شقاءً لِقَلْبِي أَكْثَر مِنْ (كاف) الْبُعْد الَّتِي تَفْصل بَيْنَنَا
أَعْنِي
أَنَا هُنَا .. وَأَنْتِ هُنَا (ك) .. عَلِى أَطرَافِهَا جِدًّا
تَفْصِل بَيْنَنَا مَسافات وَحُدُود، وسدود ظُرُوف واخْتِلَاف فِى تَقْدِيرِ زَمَانٍ الْوُصُول ..
وَرَغَم هَذَا كُلّه لَا يُجدي الْبُعْد وَلَا يوصلنى لنسيانك..
فإتصال رُوحِي بِك لَا يَنْفَكّ،حَتى إنَّنِي أحيانًا أَصَاب بِالْجُنُون وَالِارْتِبَاك أَيِّهِمَا رُوحِي وَأَيُّهُمَا رُوحَك؟
ذَلِكَ أَنَّ مَنْزِلَةَ رُوحَكِ مِنِّي كَمَنْزِلَة رُوحِي مِنِّي!
أَيْن قَلْبِي مِنِّي؟ إنْ كَانَ بَيْنَ ضلوعك يَسْكُن..
حَتَّى إنَّنِي أَشْعَرَ بِأَنَّ دَقَّه قَلْبِك تَجِد صَدَاهَا بداخلي
وَمَعَ ذَلِكَ لَا يَزَالُ قَلْبِي تَائِه لَا سَبِيلَ لَهُ لِلْوُصُول إلَيْك لِيَجِد صَدَاه ؟
أتسائل فِى الْكَثِيرِ مِنْ الأحْيانِ مَاذَا يَعْنِي هَذَا وَلَا أَجِد إجَابَة؟
وَكأن الْحَيَاة قَدْ جَعَلْتُ مِنِّي فَرِيسَة لَهَا
فَلَا تساؤلات تُجاب وَلَا مَسافات تتقلص وَلا قَدْرَ يَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَك !
#مريم_أحمد